ما هي الألخامياد.. “رحلة عمر بطون من آبيله الى مكة” للكاتبة باهرة عبد اللطيف
صدى إسبانيا بالعربي
صدر حديثا للكاتبة والمترجمة العراقية – الإسبانية “باهرة عبد اللطيف” كتاب “رحلة عمر بطون من آبيله إلى مكة” (1491 – 1495م)
يضم الكتاب دراسة وترجمة أولى لمخطوط عثر عليه عام 1988 ضمن كتب أخرى مخبأة في جدار فاصل بين منزلين في بلدة “كالاندا” الإسبانية بإقليم “أراغون”، وقد كتب بلغة “الألخامياد” والتي هي الكتابة الإسبانية بالحروف العربية، وهو أسلوب استخدمه المسلمون في شبه الجزيرة الإيبيرية خشية ملاحقة محكمة التفتيش التي طاردت المسلمين وتراثهم الإسلامي المكتوب بالعربية.
قام بوضع هذا الكتاب فريق من الباحثين الإسبان من جامعة بلد الوليد وضم نص مخطوط الرحلة ودراسة عن بطلها “عمر بطون” وصاحبه “محمد كُرّال”، وقد صدر عن الجامعة نفسها عام 2017.
تكمن أهمية هذا الكتاب، كما تقول المترجمة، في أنها توثق لأول رحلة حج معروفة من “قشتالة” في أواخر القرن الخامس عشر، لأن عمر بطون كان من مسلمي مدينة آبلة.
وقد سافر قبل عام من سقوط غرناطة مع صاحبه محمد كُرّال للحج في مكة وزارا عدة مدن منها القاهرة ودمشق والقدس وإسطنبول وعادا عام 1495، أي بعد سقوط غرناطة بثلاثة أعوام.
ويبدو أنهما في طريق عودتهما إلى “آبلة” مرّا بإقليم “أراغون” ورويا لإخوانهم من المسلمين الأراغونيين حكاية الرحلة الشاقة.
والأرجح أن أحد المستمعين دون الرحلة في مخطوط يعتقد أنه يعود لأحد فقهاء بلدة “ترويل” إذ وجدت المخطوطة ضمن مجموعة كتبه عند هدم جدار منزله.
تؤكد المترجمة باهرة عبد اللطيف على أن التراث العربي في إسبانيا غني جدا ومتنوع في شتى المعارف، وتدعو الجامعات والمؤسسات العربية الرسمية وغير الرسمية إلى تشجيع الباحثين في الأدب الأندلسي وكذلك دارسي اللغة الإسبانية وحثهم على الاهتمام به.
وقد أصدرت عبد اللطيف عددا من الكتب في الشعر والقص والمقالة بالإضافة الى بحوثها في قضايا حقوق الإنسان والنساء، باللغتين العربية والإسبانية.
كما ترجمت عدة كتب من الأدب الإسباني الحديث وأدب أمريكا اللاتينية إلى العربية ونالت جوائز عنها، من بينها كتاب “الغابة الضائعة” للشاعر الإسباني “رافائيل البرتي” في عام 1995، وكتاب مختارات شعرية من البيرو للشاعر “أنطونيو سيونيس”وسواها من الترجمات الأدبية. كما تخصصت في دراسة أدب الكاتب الأرجنتيني “خورخي لويس بورخيس” والآثار المشرقية فيه.
وقد عنيت في السنوات الأخيرة أيضا بترجمة بعض الكتب المتعلقة بالتراث الأندلسي بعد أن لاحظت كباحثة عمق التراث العربي في إسبانيا من بينها حيث دام فيها الحضور العربي والإسلامي للفترة ما بين 711 – 1492. وقد أصدرت في مطلع هذا العام ترجمتها العربية للرواية الموريسكية “سماء متشظية” للمؤلف الإسباني “فرناندو بارّيخون”. وقد توجت جهودها بحصولها على أكثر من جائزة أدبية، من بينها جائزة الميدالية الذهبية 2017 للمنتدى الثقافي الإسباني العربي “ثيار”.