الرئيسية

علي ضيا لبناني يتألق في فيلم اسباني كوميدي مثير في رحلة بين الأجيال والثقافات

بقلم: رولا فارس ضيا

لا أعد نفسي من عشاق السينما، كنت قد اخترت مخبأي بين أوراق الكتب والروايات. دخل ابني عالم السينما، فجأة وجدت نفسي أرافقه خلال التصوير وفي مراحل مختلفة من صناعة الفيلم، لكونه تحت السن القانوني. أبهرتني منذ اللحظة الأولى هذه الصناعة، مع عجقة الكاميرات وانهماك طاقم العمل من مخرجين وممثلين وتقنيين وفنيين وخلايا عمل كاملة متكاملة، تتظافر جهودهم كلهم كيد واحدة لجعل الفكرة صورة متحركة، تقدم رسائل عميقة، هدفها تنمية العقل البشري ببعده الإنساني والثقافي والتفاعلي الاجتماعي.

لا يبتعد الفيلم الإسباني “La Familia Benetón” عن تلك المساهمة العميقة في صناعة الإنسان وبناء أفكاره ووعيه ضمن قالب كوميدي يهدف إلى بناء جسرا بين الماضي المتمثل بأفكار تقليدية لرجل خمسيني وهو الممثل الإسباني المعروف جدا في إسبانيا، ليو هارلم، الذي لعب دور العم طوني، وبين مجموعة من المواهب الشابة وهم: علي ضيا، دييغو مونتيرو، جالا باشير، ميلين شين، كامسيوتشي نيجين، وتلك المجموعة تمثل المستقبل ببصمة بيئية ثقافية وتعددية.

يقول مخرج الفيلم خواكين مازون، وهو بالمناسبة يقطف نجاحا باهرا في السنوات الأخيرة في صناعة السينما الإسبانية من خلال عدة أفلام مثل “La Vida Padre” و “De Perdidos a Río”، وآخرها فيلم “La Navidad en Sus Manos”، وهو فيلم عائلي كوميدي أيضا عرض خلال احتفالات عيد الميلاد في إسبانيا ولقي نجاحا كبيرا. يقول المخرج إن “La Familia Benetón” فيلم فيه الكثير من القيم الإنسانية وموضوعات عميقة مثل الاختلاف الثقافي والديني وتحديات العالم الحديث وتعقيدات الحياة الأسرية كلها بقالب كوميدي خفيف يرسخ مبدأ المحبة والتعاون رغم الاختلاف الثقافي والديني.

يحكي الفيلم عن قصة رجل بخيل في الخمسينيات من عمره، أعزب وليس لديه أطفال. تأخذ حياته منعطفا غير متوقع عندما تموت أخته ويصبح بين عشية وضحاها وصيا مؤقتا على أطفاله الخمسة بالتبني، كل واحد منهم من بلد وأصل مختلفين.

سيتعين على طوني مواجهة الاختلافات الثقافية وتحديات الأبوة والأمومة في العالم الحديث، وسيكتشف أن الأسرة الحقيقية هي التي يجمعها الحب والتعاون بغض النظر عن اختلاف الجنسيات والثقافة والعادات.

يلعب علي ضيا دورا أساسيا ومميزا مع الأطفال الخمسة على أمل أن يشق طريقه إلى النجاح ويثبت جدارته وانطلاقته. يحتاج الإنسان إلى يد الفن السينمائي الهادف والجميل ليأخذ بروحه إلى عوالم الترفيه والفن الجميل، بقالب معرفي ثقافي يحرض على المحبة، لا سيما بعد كل ما يعيشه العالم اليوم من عنف وحروب وكراهية.

فلا شك أن السينما تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في ترسيخ القيم الإنسانية والمحبة. يرتبط السينما بالثقافة والترفيه، ولكنها أيضا وسيلة فعالة لنقل رسائل عميقة وتعليمية تساهم في بناء وتطوير الفهم الإنساني وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة. من خلال الأفلام مثل “La Familia Benetón”، يمكن للجمهور أن يتعلم دروسا قيمية حول التسامح والتعايش وقبول الآخر بغض النظر عن الاختلافات.

ومن خلال قصة طوني ورحلته في التعامل مع الأطفال التبني، يتم تسليط الضوء على أهمية بناء العلاقات الأسرية على أسس الحب والتعاون، وعلى أهمية فهم واحترام الثقافات المختلفة. بالنهاية، يثبت فيلم “La Familia Benetón” أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل هي وسيلة قوية لنقل القيم والمفاهيم الإنسانية الجوهرية، ولها دور هام في تعزيز التفاهم والتواصل الثقافي في مجتمعاتنا المتنوعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.