هل تضرب طفلك؟ هل ينجح في تغيير سلوكه؟
صدى إسبانيا
الضرب من الأمور التي إعتاد الآباء والامهات على ممارستها مع أبناءهم في مختلف المجتمعات، وهذا يعود لعدة أسباب يجب وعيها، أولها هي القدرة على التحكم بسهولة وسرعة على تصرفات الأطفال وبالتالي التخلص من الإزعاج أو التصرف المرغوب تغييره من قبل الاهل، دون إدراك الآثار المدمر المستقبلية على شخصية الطفل.
هنا نستعرض اهم مخلفات الضرب على الطفل وتصرفاته وهو صغير وحتى بعد البلوغ.
يولد كراهية لديه تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض ويعزز التناقض في المشاعر والتصرفات فيما بعد وهذا ما نراه في الافراد ذوي الوجهين كما يسمون.
و يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.
الخوف من الضرب والعقاب يًنشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنا أو أكثرهم قوة. وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء ويجعلهم شخصية أسهل للتحكم بهم والانصياع والطاعة العمياء ، لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء، او من المسيطرين على زمام السلطة.
بالاضافة لذلك إن الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل.
فهو يلغي الحوار والتبادل في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم ونفسياتهم و حاجاتهم .
ويقول خبراء بأن الضرب يفقر الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة ويزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال ويجعل منهم عدوانين.
قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه منطويا على ذاته خجولا لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعيةو يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية (فهم الذات – الثقة بالنفس – الطموح – النجاح..) ويجعل منه إنسانا عاجزا عن اكتساب المهارات الاجتماعية (التعامل مع الآخرين أطفالا كانوا أم كبارا) ويعد اللجوء الى الضرب هو أدنى المهارات التربوبية واقلها سلامة.
الضرب لا يصحح الأفكار ولا يجعل السلوك مستقيما ويعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، لذلك نتائج الضرب عادة ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام ويعد الدافع المقوي للسلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي، الذي هو الأهم روحياً ونفسياً، فهو يبعد عن الإخلاص ويقرب من الرياء والخوف من الناس، فيجعل الطفل يترك العمل خوفا من العقاب، ويقوم بالعمل من أجل الكبار، وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن ينبع من داخل الطفل (اقتناعاً – حباً – إخلاصاً –طموحاً – طمعاً في النجاح وتحقيق الأهداف وخوفا من الخسارة الذاتية).
وقد يدفع الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ و هناك الكثير من البدائل لاستخدام الضرب والعنف مع الأطفال وإن بدت مختلفة لكنها افضل بكثير على شخصية الطفل من الضرب.