هل أصل التسمية عربية ! تعرف على قصة الطبق الأكثر شهرة في إسبانيا
صدى إسبانيا
“باييّا ” و تكتب بالإسبانية ” La Paella ” طبق أرز أسباني، هو بلا شك واحد من الأطباق الرمزية في المطبخ الإسباني، وخاصة مدينة فالنسيا، ولا يوجد سائح لا يستسلم لسحر هذا الأرز عند زيارة إسبانيا.
يتميّزهذا الطبق بأنواع عديدة يختلف في شكله ولونه ومذاقه وحتى طريقة تحضيره من منطقة لأخرى، مما جعل من هذا الطبق المتواضع طبقاً من أشهر الأطباق الإسبانية والعالمية التي تستقطب أعداد كبيرة من السيّاح.
أصل التسمية العربية ولهذا الأصل قصتين
القصة الأولى
هي من أيام ملوك الأندلس وبعد ينتهي الملوك والأمراء الأندلسيين من أكل كل ما تشتهي الأنفس مثل السمك واللحم والدجاج والأرز، كان يتم وضع بقية الأكل ليأكله الفقراء، بعد أن يكون قد أختلط الأرز بالسمك و الدجاج و اللحم فأصبحت الباييّا أو البقية، والذي اشتق منه فيما بعد لفظ (La Paella) حيث يرجع تاريخ البقية لأيام الخلافة الأموية في الأندلس، فقد كان أمراء الأندلس والموسرون من أهل الأندلس عندما ينتهون من ولائمهم، يأخذون ما تبقى من الطعام ويعطونه للفقراء من أهل المدينة، وكان الأرز يُخلط باللحم والدجاج وخضروات متنوعة، وتعود الناس عليها إلا أن توصل الأمر لأن يصبح طبق الباييَا طبقا شعبيا يتفنن الإسبان في صنعه.
فهناك الباييَا بالأرز والباييَا بالقمح والباييَا بالمعكرونة، إلا أن أفضل أنواعها وألذها مذاقاً هي الباييَا التي يتقنها أهل فالنسيا، يقال إن أحد الحكام الأندلسيين دخل إلى المطبخ فوجد الخدم يتناولون طعامهم، فتذوقه ووجده لذيذاً، وسألهم عن أسم الأكلة، فقالوا له أنها مجرد بقية، أي بقايا الطعام تم مزجه في صحن واحد، ومنذ ذلك الوقت أصبح الحاكم الأندلسي يطلب من الطباخين بأن يعدوا له الطبق نفسه، حتى أصبحت أكلة قائمة بذاتها، أساسها الأرز.
القصة الثانية
يقول البعض إن طبق La Paella يعود إلى الحقبة الإسلامية، التي استمرت في إسبانيا قرابة ثمان قرون وحكمت معظم شبه الجزيرة الأيبيرية، واستمد إسمه من اللغة العربية وبالتحديد من كلمة بقيّة أو بقايا، كما يقال أنه جرت العادة على إستعمال الأرز الذي يكثر في إقليم فالنسيا الإسباني، و يقال أن العرب هم الذين أدخلوا الأرز إلى إسبانيا في القرن الثامن ،ثم يُضاف على الطبق ما تبقّى من بقيّة الطعام.
و قد ارتبط (La Paella) قديما بالمنطقة أو الفصل، فإذا كانت المنطقة جبلية، فإنها تتميز بلحم الدواجن أو الأرانب أو ما توفر من الحيوانات الداجنة، أما إذا كانت ساحلية فإنها تتميز بالأسماك على أنواعها، ومع اختلاف المناطق والفصول فتظهر أنواعاً عدة لا تحصى من (La Paella) إلى حد جعل سكان فالنسيا يؤكدون أنه ليس لهذا الطبق وصفة محدّدة وإنما بالإمكان أن تطلق العنان لمخيلتك وبراعتك، شرط ألا يغيب الأرز والزعفران والمقلاة، التي لا بد من استخدامها في إعداد هذا الطبق.
الرواية الإسبانية
البايّيا هي بلا شك واحدة من الأطباق الرمزية لفن الطهي الإسباني، هو طبق إسباني نموذجي مع اختلافات في مناطق مختلفة من البلاد،أيضا اختلفت المصادر الاسبانية في أصل هذه التسمية.
هناك عدة نظريات حول أصل كلمة “الباييَا”هناك من ينسبها إلى اللاتينية، لأنها تكتب باللاتينية “الرضفة” ،كما تعني كلمة paella مقلاة في فالنسيا، وقد تم أخذها من الفرنسية في نهاية القرن السادس عشر، كان مرادفًا باللغة الإسبانية لـ “أرز فالنسيا” أو “أرز فالنسيا” من عام 1900.
هناك نظرية أخرى أكثر رومانسية، يقال أن هناك قصة قام فيها رجل بإعداد الباييَا لصديقته لكسب حبها، ففي الإسبانية يمكن أن تكون الباييلا اشتقاقًا لعبارة “por ella” أو “para ella” والتي تعني من أجلها، على الرغم من أن هذه قد تكون مجرد قصة جميلة، إلا أن هناك بعض الأمور التي ُتأكد حقيقة هذه القصة، حيث أن النساء في إسبانيا عمومًا يطبخن، إلا أن الباييَا هي من عمل الرجل.
وفقاً للعديد من المصادر الإسبانية، نشأ هذا الطبق في المناطق الريفية في فالنسيا، بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر، نظرًا لحاجة الفلاحين والرعاة إلى وجبة سهلة التحضير ومع المكونات المتوفرة لديهم في الحقل، كانوا يأكلونها دائمًا في فترة ما بعد الظهر، وفي الأصل كانت المكونات هي الطيور والأرانب والخضروات الطازجة التي كانت في متناول اليد، بالأضافة للأرز والزعفران وزيت الزيتون، والتي كانت مخلوطة في الباييلا بالماء وأغصان أشجار البرتقال ، وكان يتم طهي كل شيء على نار خفيفة.
بالنهاية ومع اختلاف الآراء ووجود الكثير من القصص والروايات المختلفة حول هذه الأكلة المشهورة، عند زيارتك لإسبانيا عليك أن تجرب الباييَا وتستمتع بطعمها اللذيذ.
للحصول على طريقة التحضير اقرأ المزيد
المصادر
ويكيبيديا – الجزيرة الوثائقية – مواقع إسبانية