“الخرج العتيق” عكس مصالحة بين الشرق والغرب في المسائل الأدبية
صدى إسبانيا
رواية صدرت بالإسبانية بعنوان الخرج العتيق Alforja vieja يأخذنا بها المؤلف في الذكريات والتجارب والحكايات التي تراكمت لديه طوال حياته، حيث يحولها إلى قصص خيالية، مبنية على العلاقات الإنسانية، ملمحا إلى بعض الحقائق التاريخية، التي تضع القارئ في زمان ومكان معينين.
التنديد بالمظالم المرتكبة واضح في الروايات. الأسرة والصداقة هي أيضا موضوع هذه القصص، والحب هو المحور المركزي للكثير منها.
يعرض المؤلف بعض القصص من خلال أحداث حقيقية اختارها لوضع المرء أمام مرآة للتفكير والمحاسبة.
تنوع القصص، يعكس مصالحة بين الشرق والغرب في المسائل الأدبية، والتي يؤكد المؤلف على أهميتها كجسر عبور بين الضفتين.
لا يمكننا أن ننسى أن المؤلف من أصل عربي، وبالتالي فإن السرد له خلفية من ثقافته الأدبية العربية.
حوض البحر الأبيض المتوسط هو المكان الجغرافي للقصص، والقفز من الشرق إلى الغرب والعكس بالعكس يواكب السرد حتى لا يفقد بوصلة الانتماء: جسديا وروحيا.
المرأة وشخصيتها المصممة والليبرالية أحيانا، مستوحاة من بعض النساء اللواتي تعرف عليهم طوال حياته. الرواية ليست مجرد قصة، بل هي وسيله تقودنا إلى معرفة حياة الآخرين وتسمح لنا التعرف على شخصياتهم وتصورهم وآمالهم وخيبات آمالهم.
كتاب “الخرج العتيق” ينوي كل هذا.
جدير بالذكر ان المُؤلف هو الأستاذ عبد الوهاب التونسي، ولد عبده (عبدالوهاب) في عمان عام 1952 ، على بعد 300 متر من المدرج الروماني. وقد ميزه هذا الواقع بشكل خاص، مما أعطى له بعدا عن الثقافات وتحسسه للأشياء من حوله. العيش في محيط من اللاجئين الفلسطينيين جعله يدرك المأساة الكبرى للشعب الفلسطيني.
وصل إلى إسبانيا في عام 1972 ودرس هندسة الديكور. وقد كتب أكثر من 650 مقالة خلال سبع سنوات، بينما كان يحرر مجلة فلسطين الرقمية. في عام 2013 فاز بجائزة جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا.
ومنذ كانون الثاني/ يناير 2015 ، أصبح رئيس المنتدى الثقافي العربي الإسباني (ثيار)، وهو من أحد مؤسسيه. ومن خلال ثيار، قام عبر هذه المؤسسة بإنشاء شبكة من التعاون بين الكيانات والأشخاص في المجال الاجتماعي الثقافي. في عام 2019 تم مكافأة عمله الدائب في التفاعل بين الثقافات، وذلك في تكريم من مجلس السفراء العرب في إسبانيا في احتفال “اليوم العربي”.