محمد شباط
تُمارس مصارعة الثيران بالإسبانية Corrida de toros)) في العديد من دول العالم على رأسها إسبانيا التي يوجد بها أكثر من 400 حلبة لمصارعة الثيران بالإضافة للبرتغال وفرنسا ودول من أمريكا اللاتينية )المكسيك وبيرو وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور)
لا جدال في أن مصارعة الثيران هي جزء من التراث التاريخي والثقافي للإسبان ،يُنظر إليها في جميع أنحاء العالم على أنها سمة مميزة للثقافة الإسبانية. هي تعبير وثيق الصلة بالثقافة التقليدية للشعب الإسباني، وهي جزء من التراث الثقافي غير المادي
كما تُعتبر من المشاهد الشهيرة في إسبانيا، على الرغم من أن الموضة قد تكون قد مرت قليلاً في الوقت الحاضر بسبب تباين الآراء المتعارضة حول هذا الموضوع، يرى البعض أنه شكلاً من أشكال الفن،و يرى آخرون هذه الرياضة المثيرة للجدل كمثال القسوة على الحيوانات، حيث أثارت الكثير من ردود الأفعال المضادة والرافضة لها، وخصوصاً من جانب جماعات الرفق بالحيوان التي تنظر لهذه الرياضة الشعبية بوصفها تعذيب للثيران وقتل لها بطريقة وحشية.
بغض النظر عن ما يبدو لك، من الجيد تجربة العرض قبل إصدار رأي حول الموضوع، وفي إسبانيا ستجد بالتأكيد أجابة مناسبة لذلك.
على الصعيد الفني
حيث ينظر لها على أنها رمزاً للشخصية الأسبانية، وألهمت الكثير من الرسامين الذين اقتبسوا من مشاهدها الكثير من اللوحات التي تعبر عن دقائق هذه الرياضة. منهم سلفادور دالي ، بابلو بيكاسو وغيرهم من الرسامين العالميين،كما إستلهم شاعر إسبانيا “لوركا” بعض قصائده من لعبة مصارعة الثيران، وكتب مرثية بأحد أبطاله المفضّلين “إغناثيو سانشيز ميخياس” ومن الأفلام السينمائيّة التي جسّدت هذه اللعبة فيلم “ماتادور” للمخرج الإسباني “بيدرو المودوفار” . والمئات من الأعمال الفنيّة استلهمها مبدعوها من هذه اللعبة
أما في الجانب الانساني
، كانت الثيران ثقافة في إسبانيا لسنوات عديدة ، ولا يزال إندماجها في التقاليد الوطنية مهمًا للغاية ، خاصة للأجيال الأكبر سنًا، يعتبره البعض سيئ الذوق، وخصوصاً من جانب جماعات الرفق بالحيوان التي حاربت هذه الرياضة ووصفتها بأنها تعذيب للثيران وقتل لها، وفي الواقع يعتمد الأمر على المكان الذي تذهب إليه لرؤية الثيران في إسباني،. في برشلونة على سبيل المثال ، وافقت الحكومة على إعلان المدينة مدينة خالية من مصارعة الثيران،هي علامة على أن مصارعة الثيران ليست مقبولة إجتماعيًا كما في الماضي. ومع ذلك ، لا يزال هذا التقليد سائدًا في بعض المناطق ، كما هو الحال في الأندلس على سبيل المثال.
كيف تجري المصارعات ؟
تسبق مباريات مصارعة الثيران عادة قديمة وهي إطلاق الثيران من حظائرها لتصل إلى حلبة المصارعة ،ويجري الناس أمامهم وهم يرتدون قطع قماش حمراء اللون لأعتقادهم بأن اللون الأحمر يثير الثور، ويتسابق الناس في الجري أمام الثيران حتى تصل إلى الحلبة، الجدير بالذكر أن هناك إصابات تحدث بين الناس من جراء ذلك، إلا أنهم يحبون المشاركة في ذلك باعتبار ذلك دليل على الشجاعة ودرب من دروب الإثارة والمغامرة.
تبدأ المصارعات بأستعراض المصارعين الراكبين والراجلين وكذلك المساعدين المترجلين الذين يساعدون المصارع في حال ظهرت الحاجة لتشتيت انتباه الثور عن المصارع.
ما أن تنتهي المصارعة بمصرع الثور، تدخل البغال ويكون عددها حوالي 4 لجر الثور للخارج، ويكون الجزارون بانتظاره، ليتم تقطيع لحمه ثم يباع.
تعتبر هذه الرياضة من أخطر الرياضات على من يمارسونها، إذ أن المصارع لا تتوفر لجسده الحماية الكافية من قرون الثور التي ولا بد أن تكون حادة وأن يكون الثور قوياً ضخماً صحيح البنية.