نشأت اللغة الإسبانية من اللغة اللاتينية، وهي لغة الإمبراطورية الرومانية، فخلال القرنين الثالث، والثاني قبل الميلاد، غزت الجيوش الرومانية شبه الجزيرة الإيبيرية (حالياً إسبانيا والبرتغال (واتخذ الأيبيريون بشكل تدريجي لغة الغزاة وهي اللاتينية (الدارجة) لغة لهم.
في أوائل القرن الخامس الميلادي، استولت قبائل جرمانية تدعى القوطية على شبه الجزيرة الإيبيرية، واستمرت سيطرة القوط عليها حتى عام 711 ميلادية. إلا أنه لم يكن لهم تأثير يُذكر على اللغة.
في ذلك العام فتح المسلمون العرب كافة أراضي شبه الجزيرة الإيبيرية، ما عدا جزءاً صغيراً منها. وحكموا معظم أجزاء تلك المنطقة، حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي. وقد أضاف المسلمون حوالي 700 كلمة عربية إلى اللاتينية الدارجة، ولكن لم يطرأ على هذه اللغة أي تغيير في أصواتها وبنيتها النحوية.
الإسبانية القشتالية
بدأت اللغة الإسبانية في الظهور لغة مستقلة عن اللاتينية في الفترة الممتدة من عام 950 إلى عام 1000 ميلادية. وخلال القرن الثالث عشر الميلادي أصبحت مقاطعة قشتالة الإسبانية مركزاً سياسياً، وعسكرياً، وأدبياً مهماً، وامتد تأثيرها. وسرعان ما أصبحت اللهجة القشتالية، الشكل المقبول للإسبانية في معظم أجزاء شبه الجزيرة الإيبيرية، وفي هذه الفترة أيضاً تحولت لهجتان أخريان إلى لغتين مستقلتين. وقد نشأت اللهجة القشتالية البرتغالية في الجزء الغربي من شبه الجزيرة الإيبيرية، وكانت الأساس للغة البرتغالية، التي بدأت في الظهور في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. كما نشأت اللهجة الكتالانية في الجزء الشرقي من أسبانيا وارتقت إلى اللغة الكتالانية تسمى أيضاً اللغة القطلونية .