فم الرمل..Ondárroa “أونداروا” حلقة جديدة من “مجلة السياحة”
صدى إسبانيا – مدريد
البث العربي من الراديو الاسباني الخارجي |حلقة جديدة من برنامج “مجلة السياحة”
برنامج أسبوعي يبث على الإذاعة الإسبانية الخارجية ضمن البث العربي.
من إعداد و تقديم الإعلامية
أ. شيرين دجاني.
للاستماع للحلقة كاملة:
أهلا ومرحبا بكم مستمعينا الأعزاء في حلقة جديدة من برنامجكم مجلة السياحة ، في حلقة اليوم سنكون في جولة في فم الرمل ، لماذا هذا الاسم ، وعلى من أطلق ، ستكتشفون هذا الأمر خلال هذه الجولة التي سنتجول فيها في بلدة تفاجأنا بمناظرها الخلابة لصور موحية شكلتها البلدة الواقعة بين التلال الخضراء والمسار المتعرج لنهر “أرتيباي” Artibai، بمجرد دخولنا إليها سننبهر بمدينتها القديمة في الجزء الداخلي من المدينة والمنطقة الحديثة ، التي كانت تنمو على الضفاف الرملية الكبيرة التي تركها نهر “أرتيباي” ، هي واحدة من أكثر المدن نكهة للبحارة والصيادين في إقليم الباسك ، هل عرفتم أين سنكون ؟ نعم نحن في جولة في Ondárroa “أونداروا “
Ondárroa “أونداروا” هي بلدية في مقاطعة “بيسكاي” Vizcaya في إقليم الباسك ، تقع في منطقة “ليا أرتيباي” Lea-Artibai.
تبلغ مساحتها 3.6 كيلومتر مربع ، تقع على ضفاف أرتيباي Artibai وهو النهر الرئيسي الذي يعبر ويشكل مدينة بيسكاي ينبع من جبل “اويز” Oiz ، و يصل إلى بلدة Berriatúa”برياتوا”، المحاطة بالمناطق الرملية .
هذا ما يشرح اسم Ondárroa أونداروا ، “فم الرمل” لطبيعتها الجغرافية. البلدة القديمة للمدينة كانت قائمة في العصور القديمة على سفوح الجبال على الضفة اليسرى لنهر أرتيباي Artibai، على الضفة اليمنى من النهر تكونت ضفاف كبيرة من الرمال المنحدرة نحو البحر ، تقع Ondarroa أونداروا الحديثة على الضفاف الرملية الكبيرة التي تشكلت في مصب نهر أرتيباي Artibai .
تأسست Ondárroa أونداروا كمدينة على أراضي تابعة لكنيسة أبرشية Berriatúa بيراياتوا و في عام 1974 ضمت بيراياتوا Berriatúa الى Ondárroa أونداروا و دام هذا الأمر الى عام 1983 .
يرجع تاريخ أول مرجع وثائقي يظهر فيه اسم أونداروا إلى عام 1027 ، حيث منح الملك ألفونسو الحادي عشر أونداروا في عام 1335 ميزة استغلال حركة المرور عبر الجسر الخشبي الذي يعبر أرتيباي (في المكان الذي يوجد فيه اليوم المدرج المعروف باسم الجسر القديم ، والذي تم بناؤه في القرن الثامن عشر.
في نهاية القرن الخامس عشر ، تعرضت بلدة أونداروا لحريق مدمر بسبب حروب الأعلام ، والمعروفة أيضًا باسم حروب العصابات ، وهي سلسلة من المواجهات التي وقعت في إقليم ما يعرف الآن إقليم الباسك في نهاية العصور الوسطى. كانت هذه المواجهات بين سلالات مختلفة من نبلاء الباسك الريفيين ولم تتوقف النزاعات إلا بتدخل من الملوك الكاثوليك .
في 28 أغسطس 1794 ، حصلت حرب Guerra del Rosellón (حرب الاتفاقية) وهو الصراع الذي كان قائما بين النظام الملكي كارلوس الرابع ملك إسبانيا والجمهورية الفرنسية الأولى بين عامي 1793 و 1795، وفي عام 1794 دخل الفرنسيون أونداروا وأشعلوا حريقًا دمر جزءًا مهمًا منها و نهبوا و دنسوا و اقتادوا معهم حوالي 20 سجينا .
لطالما كان المصدر الرئيسي للثروة في المدينة هو صيد الأسماك ، كان أحد موانئ الصيد الرئيسية في بحر كانتابريا في القرن التاسع عشر ، وكان لديها أسطول من 18 سفينة وحتى سفن نقل خام الحديد. كانت التجارة مهمة في زمن فيليبي الثاني ، حيث كان لديها أكثر من 50 سفينة ؛ وبالمثل ، إلى جانب الصيد ، كان نشاط بناء السفن على الشاطئ مهمًا حتى النصف الأخير من القرن العشرين مثل أي مدينة أخرى على ساحل الباسك .
في نهاية القرن التاسع عشر ، وصلت العديد من العائلات الإيطالية المهتمة بالتعليب وخاصة الأسماك مثل الأنشوجة أو ما يعرف بالانشوا إلى البلدة وأنشأت كما هو الحال في بلديات الباسك الساحلية الأخرى ، مصانع التمليح التي ما زالت قائمة حتى الآن في أونداروا . خلال الجمهورية الإسبانية الثانية ، تم تنفيذ أعمال ذات أهمية كبيرة لمستقبل المدينة. في عام 1934 ، وعلى يد الوزير إنداليسيو برييتو Indalecio Prieto ، تم البدء في بناء الميناء الخارجي ، والذي ، بمجرد اكتماله بعد الحرب ، حل محل الميناء الداخلي .
تسببت الحرب الأهلية الإسبانية في أضرار بشرية أكثر من الأضرار المادية في أونداروا . جند العديد من بحارة أونداروا في البحرية و أبحروا عبر سفينة Baleares ، و هي باخرة كبيرة نسخة شبيه بالبواخر البريطانية آنذاك ، تعرضت السفينة في عرض البحر الى قصف من بواخر البحرية الجمهورية مما أدى الى غرقها و موت بحارتها حوالي 786 بحارا و تم إنقاذ عدد منهم حوالي 435 ، كان ذلك في شهر مارس من عام 1938 وعرفت المعركة باسم كيب بالوس Cabo de palos .
في عام 1941 ، تم إصدار فيلم El Crucero Baleares من إخراج إنريكي ديل كامبو والسيناريو الذي أخرجه أنطونيو غوزمان ميرينو Antonio Guzmán Merino ومع ذلك ، لم يحصل الفيلم على الضوء الأخضر من الجيش، و بحلول عام 1948، تم تدمير جميع النسخ الموجودة .
في بالما دي مايوركا (جزر البليار) ، حيث كان هناك أيضا عدد من البحارة من هذه الجزيرة والذين لقوا حتفهم خلال غرق الباخرة ، تخليدا لذكراهم تم إقامة نصب تذكاري بفضل المبادرة النشطة للصحيفة المحلية Ultima hora “آخر ساعة” و تم جمع تبرعات وفيرة من الأفراد والشركات التي جمعت 100000 بيزيتا وتم تصميم النصب من المهندس المعماري فرانسيسكو روكا سيمو
و لكن توالت الإشكاليات حول هذا النصب حيث بدأ مجلس مدينة بالما إجراءات الهدم للنصب ، ووصلت القضية الى المحاكم و في عام 2020 ، قضت المحكمة بأنه يجب منع هدم النصب .
في أونداروا تم إقامة نصب تذكاري تكريما للبحارة ، أحدهما فوق الميناء ، تم تدميره في عام 2019 ، والآخر في المقبرة. كما تم تخليد ذكرى البحارة في العديد من المدن الاسبانية في ليرينا ( باداخوز) Llerena Badajoz ، في المتحف البحري في مدريد ، و في سان سبستيان .
بمجرد انتهاء الصراع ، تم توطيد الميناء الخارجي ، و نما أسطول الصيد بشكل كبير ، ليصبح أحد أهم موانئ الصيد في بحر كانتابريا ، مما ساهم في النمو السكاني وإثراء البلدة وامتدادها عبر ضفة النهر اضافة الى زيادة كبيرة في عدد سكانها بسبب قدوم أعداد كبيرة من مناطق شبه الجزيرة الأخرى ، خاصة من غاليسيا والأندلس وإكستريمادورا والبرتغال اليها .