” قلعة زوهيروس” و حروب آخر ملوك الأندلس “الغالب بالله”- صوت وصور
صدى إسبانيا – مدريد
البث العربي من الراديو الاسباني الخارجي |حلقة جديدة من برنامج “مجلة السياحة”
برنامج أسبوعي يبث على الإذاعة الإسبانية الخارجية ضمن البث العربي.
من إعداد و تقديم الإعلامية
أ. شيرين دجاني.
للاستماع للحلقة كاملة:
اهلا ومرحبا بكم مستمعينا في حلقة جديدة من برنامجكم مجلة السياحة، في حلقة اليوم سنكون في جولة في عاصمة الخلافة الإسلامية بالأندلس والقلب النابض للسياحية ومهد العلم والثقافة ومركز الآداب والفنون في أوروبا
جولتنا ستكون في قرطبة ولكن بالتحديد في بلدية زوهيروس “Zuheros”
وهي بلدية إسبانية في مقاطعة قرطبة بالأندلس، في عام 2016 كان عدد سكانها 657 نسمة ، وتبلغ مساحتها 42.31 كيلومتر مربع ، وتقع على ارتفاع 656 مترًا وعلى بعد 76 كيلومترًا من عاصمة المقاطعة قرطبة، معظم منازلها بيضاء. و تقع على جبال “سييرا دي لا سوبيتيكا” Sierra de la Subbética بين مدينتي “دونيا منسيه” Doña Mencía و “لوكوي” Luque
El castillo de Zuheros ” قلعة زوهيروس” عبارة عن هيكل محصن يقع في بلدية “زوهيروس” ، تقع على قمة كانت تعرف باسم “سوجيرة” Sujayra تم تشييدها خلال فترة الحقبة الإسلامية في القرن التاسع ، و قد مرت بالعديد من الترميمات و الإصلاحات عبر التاريخ.
لا يزال البئر أو ما يعرف بالجبة الإسلامي محفوظًا، والذي أستخدمه الموحدون آنذاك، و بنوا برجًا وجدارا مسورًا.
استولى تاج “قشتالة” أي تاج “كاستيا”، وهو عبارة عن كيان تاريخي بدأ مع اتحاد نهائي وحاسم لمملكة “ليون” ومملكة “كاستيا” في عام 1230، و التي توج بها “فرناندو الثالث” ملكا “لكاستيا وليون”، استولى على هذه القلعة بعد غزوها في عام 1240، فهي من الناحية الفنية مثال واضح لقلعة من القرون الوسطى من منتصف القرن الثاني عشر.
و أعطى الملك “فرناندو الثالث” القلعة لزوجته Juana de Ponthieu “خوانا دي بونثيو”، التي أعطتها لاحقًا إلى Orden de Calatrava أي “وسام كالاترافا” في عام 1252. أي وسام فرسان قلعة رباح، و هو أول ميليشيا عسكرية تتكوّن في مملكة قشتالة.
هذه البقعة الجميلة من الأرض التي شهدت batalla de Lucena معركة “لوثينا”، التي تسمى أيضًا معركة “مارتين غونزاليس” ، هذه المعركة التي تواجهت فيها القوات المسيحية من تاج قشتالة والقوات الإسلامية من مملكة “النزاري” الناصريين في غرناطة.
وقعت في أبريل من عام 1483، أثناء حرب غرناطة. خلال ذلك ، اعتقلت القوات المسيحية “بوعبديل التشيكو” Boabdil el Chico وأسرته، وهو “أبو عبد الله محمد الثاني عشر”، من بني نصر أو بني الأحمر، المنحدرة من قبيلة الخزرج القحطانية، في الفترة الممتدة في (1460 – 1527) .
حكم مملكة غرناطة في الأندلس فترتين بين عامي 1482- 1483 وعامي 1486 و 1492
هو آخر ملوك الأندلس المسلمين الملقب بالغالب بالله، استسلم “لفرديناند وإيزابيلا” ملوك الكاثوليك يوم 2 يناير 1492.
وسماه الإسبان el chico ” التشيكو” أي الصغير و Boabdil “بوعبديل”، بينما سماه أهل غرناطة “الزُغابي” أي المشؤوم أو التعيس.
خلع أباه من العرش، أباه كان “مولاي الحسن”، و دخل في نزاع معه و مع عمه، وذلك لرفض الوالد دفع الجزية “لـفرناندو الثاني” ملك أراغون كما كان يفعل ملوك غرناطة السابقين.
دارت المعركة بالقرب من مدينة “لوثينا” Lucena، في مقاطعة قرطبة جنوب “سيرا دي آراس” sierra de Aras. كان أصل المعركة هو ادعاء “بوعبديل التشيكو” بأخذ “لوثينا”، والقيام بغارة عقابية ضد المسيحيين لمحاكاة النصر الذي حققه منافسه، “الزغال” وهو عمه الذي هزم القوات المسيحية في “الثيركيا” Axerquía وهي منطقة تقع إلى الشرق من مدينة قرطبة القديمة التي تضم العديد من ضواحي المدينة والتي تجاوز امتدادها امتداد المدينة القديمة نفسها.
كانت مملكة غرناطة تعاني في ذلك الوقت من صراع داخلي خطير ما بين أنصار السلطان مولاي حسن وأولئك الذين دعموا ابنه بوعبديل.
حاصر “بوعبديل” “لوثينا” في 20 أبريل 1483 بمساعدة والد زوجته Ibrahim Aliatar Alí-Atar “علي العطار” حاكم “لوخا” او “لوشة” Loja ، والخبير في أراضي جنوب قرطبة وزعيم عظيم للناصريين او “النازريين” بشنه الغارات على المسيحيين.
تم الدفاع عن مدينة “لوثينا” من قبل alcaide de los donceles “قائد دونثيليس” الذي أشعل منارات أبراج المراقبة ليطلب المساعدة من عمه، و الذي لبى النداء و أمده بالجيش ، وضع “بوعبديل” جيشه في اتجاه الشمال الغربي لتجنب الوقوع في فخ من قبل جيش “الكونت دونثيليس”؛ و نظرًا لأن عدد المسيحيين فاق عددهم ، فقد تراجع “بوعبديل” إلى ضواحي المدينة ، ومن هنا بدأت المعركة .
خلال المعركة ، فرت القوات الإسلامية في حالة من الفوضى. وتوفي، والد زوجة “بوعبديل” ، في المعركة وحاول “بوعبديل” الهرب ، لكن حصانه علق في الوحل واضطر للاختباء بين الأشجار ومع ذلك ، كشفه بيدق المشاة واستنتج الجنود أنه كان شخصًا مهمًا بسبب أناقة ملابسه، و قادوه إلى “قلعة لوثينا” castillo de Lucena بعد هذا النجاح، بدأ النزاع بين “قائد دونثيليس” و ابن أخيه في تسليم “بوعبديل” إلى الملوك الكاثوليك.
و لفض النزاع طلب الملك “فرناندو الكاثوليكي” كلاهما بأخذه إلى “بورثونا” Porcuna حيث تم سجنه في برج القلعة ، المعروف الآن “ببرج بوعبديل” Torre de Boabdil
تم تقديم ملابس بوعبديل وأحذيته وسيوفه كهدية من قبل الملوك الكاثوليك إلى “الكوندي دي كابرا” conde de Cabra و”قائد دي لوس دونثيليس”، حاليًا المجموعة الكاملة محفوظة في متحف الجيش museo del Ejército في توليدو “طليطلة”.
نظرًا لحقيقة أن المسلمين لم يعودوا يشكلون تهديدًا، خلال القرن السادس عشر، تم بناء قصر señores de Zuheros “سادة زوهريس” في الموقع على طراز عصر النهضة، ولكن تم تغيير واجهته و أبوابه بإشراف من المهندس المعماري المرموق Hernán Ruiz “هيرنان رويث”
انتقلت القلعة في القرن الثامن عشر إلى “الماركيز دي الكنيريخو” de Algarinejo و لأنه لم يقطن في القلعة ساءت حالتها و تم تحويلها الى منجم استخدمت فيها مواد البناء لبناء منازل جديدة.
في عام 1760 أصبح البرج الرئيسي “برج الساعة” ، والذي تم ترميمه لاحقا في عام 1960.